مطعم خيري في بيروت يكافح لتقديم وجبات إلى النازحين

من هنا و هناك
13
0

في مطبخ خيري بالعاصمة اللبنانية بيروت، ينخرط متطوعون بلا كلل في ملء عبوات للوجبات بالأرز والخضراوات بينما يقلب آخرون قدورا ضخمة لطهي الطعام في محاولة لمواكبة زيادة ضخمة في الطلب من نازحين يفرون من الضربات الإسرائيلية.

تقول جوزفين أبو عبدو وهي طاهية وأحد مؤسسي (نيشن ستيشن) أو «محطة البلد» إن هذا المطبخ الخيري يقدم 700 وجبة في اليوم ويعمل بأقصى طاقته، لكنها علمت بعد ذلك أن هناك حاجة إلى ألف وجبة.

وتابعت قائلة، وهي تصف ما يمرون به بينما يسارع فريق المتطوعين من مختلف الأعمار ومن شتى أنحاء لبنان من حولها في تعبئة الغذاء «الصعوبات هي أننا مش عم نلحق ونحس كأنه نحنا نقطة ببحر يعني».

وتأسست محطة البلد لمساعدة المتضررين من انفجار مرفأ بيروت المروع الذي وقع في 2020، والفريق الذي كان مؤلفا من خمسة أفراد فحسب نما سريعا ليصبح مكونا من مئة بمرور الوقت.

يقدم المطعم بعض الأطباق اللبنانية التقليدية مثل الكوسة المحشوة بالأرز واللحم والبرغل والطماطم، بالإضافة إلى حساء الخضار وسلطة الملفوف.

وعندما اشتدت الضربات الإسرائيلية على لبنان يوم الإثنين اضطر نحو 40 ألفا للنزوح إلى ملاجئ في غضون أيام، بدأ المتطوعون في طهي وتوزيع كميات إضافية من الطعام، دون أي تمويل إضافي، على الأماكن التي تؤوي نازحين في استجابة طارئة للتطورات الأحدث.

وقالت جوزفين لرويترز إن البداية كانت دون تمويل، وأن العاملين على المشروع استعانوا ببعض الأرباح التي يحققونها من الشق التجاري لعملهم.

وأضافت «هلأ التبرعات تغطينا يومين تلاتة، خلينا نشوف يوم بعد يوم بنقرر».

وقتلت الهجمات الإسرائيلية أكثر من 600 شخص في لبنان منذ يوم الإثنين مع تفاقم الصراع بين إسرائيل وحزب الله إلى أسوأ مراحله منذ أكثر من 18 عاما.

ونزح عشرات الآلاف على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان من منازلهم، وأعلنت إسرائيل أن عودة سكان المناطق الشمالية إلى ديارهم هي أحد أهدافها من الحرب.

وقالت مي عياش وهي طاهية محترفة متطوعة في المطعم الخيري: «كلنا نحاول بأقصى طاقتنا لنشكل فارقا ولو ضئيلا للمساعدة، هذا أقل ما يمكن أن نقدمه وللأسف اعتدنا على تلك الأوضاع».