وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، صباح اليوم الجمعة، إلى إسرائيل، للمرة الثانية منذ بدء القتال في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بهدف معلن، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية، وهو ردع الحرب على جبهتين، ووقف مؤقت لإطلاق النار في غزة عبر «هدنة إسانية».
رسالة أميركية.. منع التصعيد
وذكرت الصحيفة العبرية، أن بلينكن قال للصحفيين قبل مغادرته الولايات المتحدة، أمس الخميس، في رحلة تشمل أيضا توقفا في الأردن «نحن مصممون على منع التصعيد على أي من هذه الجبهات سواء كان ذلك في جنوب لبنان أو الضفة الغربية أو أي مكان آخر في المنطقة..ونحن نتأكد من وصول هذه الرسالة. ليس من مصلحة أحد أن يتصاعد هذا الأمر وقد أدركت بعض الأطراف الأخرى المعنية ذلك، لكننا سنعمل على ذلك كل يوم».
الأنظار تتجه نحو لبنان قبيل خطاب «حسن نصر الله»
وأضافت «جيروزاليم بوست» العبرية في إشارة لمساعي وزير الخارجية الأميركي بردع الحرب على جبهتين: «لقد تحدث بلينكن بينما كانت الأنظار تتجه نحو لبنان، حيث من المتوقع أن يلقي زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، أول خطاب علني له منذ الحرب، مع تصعيد المناوشات على الحدود الشمالية لإسرائيلن ومع استمرار الجيش الإسرائيلي في تركيزه الرئيسي على غزة في الجنوب».
تحالفات إسرائيل في المنطقة تنهار
بلينكن وصل إلى إسرائيل في الوقت الذي يبدو فيه أن استراتيجية الولايات المتحدة لتعزيز حلفاء إسرائيل الإقليميين الحاليين وتوسيع تحالفاتها تنهار تحت ضغط الحرب ـ بحسب «جيروزاليم بوست»، وأشارت الصحيغة إلى سحب سفراء الأردن والبحرين من إسرائيل.
بايدن يضايقه «حاخام» مؤيد لوقف إطلاق النار
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك بلينكن والرئيس جو بايدن، واجهوا احتجاجات مطالبة بوقف إطلاق النار.. وكان الرئيس بايدن يتحدث إلى نحو 200 شخص في ولاية مينيسوتا في وقت متأخر من يوم الأربعاء عندما صرخ المعترض: «بصفتي حاخامًا، أريدك أن تدعو إلى وقف إطلاق النار الآن».
ورد بايدن: «أعتقد أننا بحاجة إلى وقفة.. التوقف يعني إعطاء الوقت لإخراج السجناء»
كل توقف لإطلاق النار سيتطلب التفاوض والدبلوماسية
وتابعت الصحيفة في تحليلها لزيارة بلينكن، لقد أوضح البيت الأبيض في وقت لاحق، «نحن لا نتحدث عن توقف واحد، ما نحاول القيام به هو استكشاف فكرة أكبر عدد ممكن من فترات التوقف المؤقت لمواصلة إيصال المساعدات ومواصلة العمل لإخراج الناس بأمان، وهذه التوقفات ستكون لتحقيق أهداف معينة.. إن كل توقف سيتطلب التفاوض والدبلوماسية».

تبرير العدوان الإسرائيلي
وذكرت «جيروزاليم بوست»، أن عددا من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة اتهموا إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية بقصفها قطاع غزة.. بينما قال بلينكن للصحفيين إن «إسرائيل ليس لديها الحق فحسب، بل لديها الالتزام بالدفاع عن نفسها واتخاذ خطوات للتأكد من أن هذا (هجوم 7 أكتوبر) لن يتكرر مرة أخرى».
لكنه حذر من أن «كيفية قيام إسرائيل بذلك أمر مهم».
ولليوم الـ28 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة.
وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال، والتي تستهدف منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، مما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى، بينما الذين نجوا من القصف حتى الآن يعانون من أوضاع إنسانية كارثية.
وبذلك ترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 9061 شهيدا منهم 3760 طفلا و 2326 سيدة وإصابة نحو 23 ألف بجراح مختلفة منذ 7 أكتوبر الجاري.