احتلت العصائر المخفوقة المثلجة أو ما يعرف بـ«سموزي» جزءاً لا يتجزأ من حياة البريطانيين، لدرجة أن الإنفاق عليها جعل شركات المشروبات تحقق أرباحاً بلغت 542 مليون جنيه إسترليني، في العام الماضي وحده. ووفق تقرير نشرته صحيفة «التلغراف»، يشرب المرء العصائر المخفوقة عندما يكون في عجلة من أمره، أو عندما يصاب بنزلة برد، أو عندما يسعى إلى الحفاظ على صحته، لكن هل هي صحية حقاً؟
ما الفوائد الصحية للعصائر المخفوقة؟
– جيدة لصحة الجهاز الهضمي: الألياف الموجودة في العصائر المخفوقة تغذي ميكروبيوم الأمعاء.
– تنظّم نسبة السكر في الدم كما أنها تساعد على خفض مستويات الغلوكوز بالدم.
-تنظم الشهية وتجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول من العصير الطبيعي.
-الإدراك وصحة القلب: الفلافانول عبارة عن مركبات طبيعية مفيدة لصحتك القلبية والإدراكية. توجد في كثير من الفواكه والخضراوات – وخاصة مكونات العصائر الكلاسيكية مثل التوت الأزرق والفراولة والكرنب. تقول الدكتورة إميلي ليمينغ، عالمة ميكروبيوم ومؤلفة كتاب «Genius Gut»، إنه «يمكن أن تساعد العصائر المخفوقةفي الحصول على التغذية التي نحتاج إليها من الفواكه والخضراوات، خاصة إذا كنت تكافح لتناول ما يكفي منها».
هل العصائر المخفوقة صحية؟
تقول الدكتورة ليمينغ إنه عندما تأكل فاكهة أو خضراوات في حالتها الطبيعية الكاملة، فإنها تضيف حجماً إلى معدتك، مما يحفز مستقبِلات التمدد وترسل إشارات إلى دماغك بأنك تشعر بالشبع. عندما تخلط هذه المكونات في عصير، فإنك تعبث بهذا النظام، لذا من المرجح أن تأكل أكثر مما يريده جسمك أو يحتاج إليه بالفعل.
بالإضافة إلى ذلك، هناك نسبة السكر في الدم التي يجب مراعاتها، كما تقول الدكتورة فيديريكا أماتي، رئيسة قسم التغذية بشركة العلوم والتغذية «Zoe». وتضيف: «بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ضعف التحكم في نسبة السكر بالدم، من المرجح أن تسبب بعض العصائر – حتى لو كانت فاكهة نقية – استجابة واضحة لنسبة السكر في الدم، وهذا سبب آخر يجعل تناول الفاكهة كاملة أفضل».
وتقول: «عندما نصنع عصائر الفاكهة، تتحلل جدران الخلايا في الفاكهة، مما يؤدي إلى إطلاق السكريات في الداخل. وهذا يعني أنه يمكن امتصاص السكر بسرعة أكبر في مجرى الدم».
أظهرت دراسة حديثة، أُجريت في كوريا، أن متوسط العصائر المخفوقة التي يجري تقديمها بالمقاهي في البلاد، يحتوي على ما يعادل 13 ملعقة صغيرة من السكر. إذا كنت تشتري زجاجة (بدلاً من مزجها بنفسك في المنزل)، فقد يكون هناك أشياء أخرى يجب مراعاتها، كما تقول الدكتورة أماتي. وتضيف: «يمكن معالجة بعض العصائر المخفوقة التي يجري شراؤها من المتاجر بشكل بسيط، ولكن كثيراً من المنتجات تحتوي على مستحلبات وسكريات ومُحلِّيات مضافة وألوان ونكهات صناعية. لذا، وكما هي الحال دائماً، من الجيد التحقق من الملصق».
هل تساعد العصائر المخفوقة على إنقاص الوزن؟
الإجابة المختصرة هي لا. تقول الدكتورة أماتي: «غالباً ما يجري تسويق العصائر المخفوقة على أنها وسيلة سريعة لإنقاص الوزن، لكن هذه ليست هي الحال». غالباً ما تنصحك الأنظمة الغذائية القائمة على العصائر المخفوقة، وما يسمى التخلص من السموم، باستبدال مشروب بالوجبة. ولكنْ تحذر الدكتورة أماتي من أن هذا لا ينجح إلا إذا وضعت نفسك في عجز في السعرات الحرارية (استهلاك سعرات حرارية أقل مما يحرقه جسمك).
وتؤكد أن هذا النمط غير مستدام على المدى الطويل: «حتى إذا فقدت وزنك، فسوف يعود مرة أخرى عندما تستسلم وتبدأ تناول مزيد من الطعام مرة أخرى. كما أن استبدال العصائر بالوجبات قد يعني أن الناس لا يتناولون ما يكفي من مجموعة متنوعة من الأطعمة والمُغذيات مثل البروتين». وتوضح أن هذا يمكن أن يكون مشكلة، وخاصة لكبار السن، حيث يساعد البروتين في الحفاظ على صحتنا بطرق لا حصر لها، من الحفاظ على العضلات، إلى الحفاظ على قوة جهاز المناعة.
ماذا يقول الخبراء؟
– اصنعها في المنزل
-لا تهمل الخضراوات
-استهلك ببطء
«إذا كنت تحب العصائر المخفوقة، وتصنعها في المنزل، فيمكن أن تشكل جزءاً من نظام غذائي صحي»، كما تقول الدكتورة أماتي. ومع ذلك فهي ليست الحل الصحي السريع الذي يتناوله كثيرون منا. تنص إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية على أن العصير سعة 150 مل لا يُحسب إلا كجزء واحد من وجباتك الخمس اليومية، بغض النظر عن عدد الخضراوات التي تضغط عليها. لذا، حتى لو قمت بخلط جميع أفضل المكونات لإنشاء عصير متوازن غذائياً: «لا تهمل تضمين الخضراوات في وجبات أخرى خلال اليوم»، كما تقول خبيرة التغذية إيف كالينيك.
بالمختصر، تقول الدكتورة أماتي: «إذا كنت تقطع المشروبات الغازية المُحلاة بالسكر من خلال التحول إلى عصائر مخفوقة، فبالإجمال – نعم، هذا أكثر صحة. لكن ينبغي لنا ألا نستبدل عصيراً بوجبة نباتية متكاملة».