تواصلت الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، اليوم الخميس.
وقال مراسل الغد إن المعارك احتدمت بين الجانبين منذ ساعات الفجر الأولى، في اشتباكات هي الأعنف من نوعها منذ بداية الحرب في العاصمة السودانية، بمدنها الثلاثة الخرطوم والخرطوم بحري وام درمان.
وقال مراسل الغد في الخرطوم، إن أصوات انفجارات عنيفة، دوت في محاور القيادة العامة وسلاح المدرعات ومنطقة الاستراتيجية، بالتزامن مع أصوات اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتصاعد أعمدة الدخان من عدة مواقع.
وذكر مراسلنا، أن طيران الجيش تدحل في خضم المعارك لاحقا، وشن غارات عدة على مواقع للدعم السريع.
هلع في الخرطوم
بحسب مراسلنا فإن حالة غير مسبوقة من الهلع تسيطر على المدنيين في أثناء احتدام المعارك في الخرطوم وجبهاتها المختلفة.
ووصفت رويترز الاشتباكات، صباح اليوم الخميس، بأنها أكبر عملية للجيش لاستعادة الأراضي هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهرا بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال شهود إن قصفا عنيفا واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى وهي الخرطوم وأم درمان وبحري.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من أجزاء أخرى من العاصمة.
«جحيم الحرب»
من جهة أخرى، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال لقاء رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، أمس الأربعاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن «قلقه البالغ» حيال تصعيد النزاع في السودان.
وندد غوتيريش بـ«تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليميا»، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.
فيما نددت الجمعيات الإنسانية بـ «الجحيم» الذي يعيشه المدنيون في هذا البلد.
وتطرق لقاء غوتيريش والبرهان، إلى «الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم، والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين بدون عوائق».
تدهور الأوضاع
ويتصدر ملف السودان جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ويهيمن تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين على المناقشات المتعلقة بالسودان.
وقالت جويس مسويا، القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن «الشعب في السودان عاش الجحيم مدى 17 شهرا، والمعاناة في تزايد»، معلنة تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ من أجل مكافحة المجاعة في هذا البلد.
وقالت منظمة الصحة العالمية هذا الشهر، إنّ عدد القتلى في السودان بلغ 20 ألف شخص على الأقل، لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أعلى من ذلك بكثير. وقال المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيرييلو، إن عدد القتلى ربما وصل إلى 150 ألف شخص.
وحذّر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أمس الأربعاء، «إذا لم يمت الناس بالرصاص، فإنهم يموتون من الجوع. وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، يواجهون الأمراض أو الفيضانات أو التهديد بالعنف الجنسي وغيرها من الانتهاكات المروعة التي لو ارتكبت في أماكن أخرى لتصدرت عناوين الصحف اليومية، في حين لا يحصل هذا هنا».