يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، عمليته العسكرية «المخيمات الصيفية» في مدن شمالي الضفة الغربية لليوم السابع على التوالي.
وأفاد مراسل الغد باستمرار العدوان على مدينة جنين ومخيمها، لتصل حصيلة الشهداء إلى 18 فلسطينيا.
واقتحم جيش الاحتلال قرية مثلث الشهداء جنوبي جنين، صباح اليوم الثلاثاء، واحتجز 7 فلسطينيين وأبقى على شاب بهدف الضغط على شقيقه لتسليم نفسه.
يتزامن التصعيد الإسرائيلي مع انقطاع الكهرباء والمياه ومحاصرة المستشفيات في أنحاء جنين الواقعة شمالي الضفة الغربية.
وأفاد مراسل الغد من كفر دان غربي جنين، بأن قوات الاحتلال تحاصر منزلا، وطالبت سكانه بالمغادرة وتسليم أنفسهم، وتم إطلاق إحدى القذائف والأعيرة النارية، تمهيدا لهدمه.
وأشار إلى أن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية باتجاه بلدة كفر دان.
وصعّدت إسرائيل عملياتها الميدانية باستهداف مدمر غير مسبوق منذ الهجوم الواسع على الضفة الغربية خلال الأيام الماضية.
وأسفرت العملية الإسرائيلية عن تخريب 70% من شبكة الطرق وانهيار مغذيات خطوط التيار الكهربائي، فيما حوصرت المستشفيات وأخرجت عن الخدمة.
كما وصلت تعزيزات أخرى من حاجز الجلمة باتجاه جنين في إشارة إلى استمرار العملية العسكرية على المخيم والمدينة.
وبحسب مراسلنا، فإن طائرات الاستطلاع لا تغادر سماء جنين، في الوقت الذي تستمر فيه أعمال التخريب بالتزامن مع فرض حظر التجوال بالمدينة، وإعاقة عمل طواقم الإسعاف.
نزوح المدنيين
والتقت الغد إحدى العائلات النازحة من مخيم جنين، التي تحدثت عن المعاناة والانتهاكات التي يواجهها سكان مخيم ومدينة جنين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ سبعة أيام.
وقال أحد النازحين من جنين إن السكان خرجوا بسبب عدم وجود مياه أو كهرباء أو غذاء، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يقوم بأعمال تدمير كاملة في المخيم.
وروت طفلة – وهي تبكي خوفا – مشاهد التدمير في جنين، حيث واصلت الطائرات المسيرة الإسرائيلية التحليق فوق منزلها طوال الليل.
وقالت سيدة إن الاحتلال أطلق النار على منزلها من الخارج، في الوقت الذي تعاني فيه طفلتها من الأمراض ولا تستطيع مساعدتها بسبب الاستهداف.
وقالت إن طفلتها لم تنم منذ 6 أيام بسبب الخوف من أصوات إطلاق النار والتفجيرات.
وروت سيدة عجوز أن الطعام نفد، ولا توجد أي خدمات من كهرباء أو مياه صالحة للشرب أو صرف صحي.
طولكرم
وأشار مراسلنا إلى أن مخيم طولكرم كان أيضا ضمن أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية، موضحا أن جيش الاحتلال أعاد اقتحام مخيم نور شمس شرقي المدينة، خلال ساعات الليل في الوقت الذي تحاصر فيه الآليات مستشفيات المدينة.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، ارتقاء طفل فلسطيني جراء إصابة قاتلة في الرأس وإصابة والده برصاص الاحتلال.
كما يواصل الاحتلال تسيير الآليات العسكرية في شوارع طولكرم وإطلاق الرصاص أمام حركة المركبات الفلسطينية.
وقال مراسلنا إن قناصة الاحتلال يتخذون مواقع فوق أسطح المنازل، كما حوّل الجيش بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية.
وشاركت 4 جرافات إسرائيلية في عملية اقتحام طولكرم ونفذت أعمال تدمير واسعة في البنى التحتية، تركزت في إطار حارتي المدارس والبلاونة، وكذلك الطريق الجنوبي للمخيم في منطقة المربع وحارة الغانم.
وكان مراسلنا قد أفاد بارتقاء شهيد فضلا عن إصابة 4 أشخاص بينهم مسعفة، وذلك إثر قصف جوي إسرائيلي استهدف المخيم.
وأفاد مراسل الغد بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة باتجاه طولكرم، وفرضت حظر التجول، مشيرا إلى استهداف قوة عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة في مدخل حارة البلاونة بالمخيم.
اعتقالات وهدم منازل
وفي قلقيلية، أفاد مراسلنا بإصابة شاب فلسطيني بالرصاص الحي بينما اعتقل الاحتلال 8 آخرين خلال اقتحام واسع للمدينة قبل الانسحاب منها اليوم.
وأضاف أن جيش الاحتلال داهم أحياء المدينة وسط اندلاع اشتباكات مسلحة وتموضع لقناصة الاحتلال.
في السياق ذاته، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عزون شرقي قلقيلية، واعتقلت شابًا بعد أن داهمت منزله.
وأفاد مراسل الغد باقتحام جيش الاحتلال مخيم بلاطة شرقي نابلس وسط اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة.
وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال قام بعمليات تدمير في البنية التحتية بشكل محدود في مخيم بلاطة وسط انتشار عسكري واسع قبل الانسحاب من المنطقة.
وهدم جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلا في منطقة التعاون العلوي في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية بحجة البناء دون ترخيص في المناطق المصنفة “ج” حسب اتفاق أوسلو.
واقتحمت فرق هندسية تابعة لما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية محيط منطقة التعاون العلوي ونفذت عملية هدم لمنزل مكون من طابقين.
كما هدم الاحتلال منزلا في بلدة دوما يعود لفلسطيني كان جيش الاحتلال هجّره من مناطق الأغوار.
في تلك الأثناء، هدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، منزلين قيد الإنشاء في بلدة الزاوية غربي مدينة سلفيت وسط الضفة الغربية.
وقال مراسل الغد، إن إقدام الاحتلال على هدم المنزلين، يأتي عقب اقتحام المنطقة المستهدفة بخمس جرافات رفقة عدد من الآليات العسكرية.
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة والضفة في أكتوبر/ت شرين الأول الماضي، تصاعدت عمليات هدم منازل الفلسطينيين، خاصة في المنطقة (ج)، التي تشكل نحو 60% من مساحة الضفة الغربية.